كن أحدوثة حسنة .. زاداً للطريق ..

كون أُحدوثةً حسنة .. زاداً للطريق ..


.. هاهنا أنا سأنثر لؤلؤا من كتاب العقد الفريد .. و آخذكم معي .. في رحلة شائقة أسبر بها و إياكم أغوار هذا الكتاب الفريد ..


قيل لبعض الحكماء: ما أفادك الدهر؟ قال العلم به. قيل: فما أحمدُ الأشياء؟

قال: أن تبقى للإنسان أحدوثة حسنة.

تفكرت في هذه الحكمة .. و تذكرت قول الله تعالى .. ( و الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا و خير أملا ) صدق الله العظيم ..
حينما قررت أن أخطط لحياتي من كتاب كيف تخطط لحياتك .. تطرق الكاتب إلى سؤال لابد و أن تسأله لنفسك و أنت تخطط لحياتك .. ( بماذا تحب أن يذكرك الناس بعد وفاتك؟ ) ..أي... اعمل على وضع خطة ليست آنية بل يبقى أثرها لما بعد وفاتك ..

تفكروا معي في أسماء العلماء و القادة الذين أثروا في الدنيا .. لا زالت تُذكر أفعالهم .. و خير نموذج حي بين ظهرانينا نموذج زايد الخير .. - رحمه الله - لاتزالت أعماله تذكر ..

فيا نفسي .. بم تودين أن تذكري غدا ..؟؟؟؟؟؟؟

قال بعض أهل التفسير في قول الله تعالى: " واجعل لي لسان صدق في الآخرين " . إنه أراد حسن الثناء من بعده.

وقال أكثم بن صيفي: إنما أنتم أخبار، فطيبوا أخباركم .

أخذ هذا المعنى حبيب الطائي فقال:

وما ابن آدم إلا ذكر صالحة ... أو ذكر سيئة يسري بها الكلم

أما سمعت بدهر باد أمته ... جاءت بأخبارها من بعدها أمم

وقال أبو بكر محمد بن دريد:

وإنما المرء حديث بعده ... فكن حديثاً حسناً لمن وعى

وقالوا: الأيام مزارع فما زرعت فيها حصدته.
********************
شعر

يا من تجلد للزمان ........ أما زمانك منك أجلد
سلط نُهاك على هوا ... ك وعد يومك ليس من غد
إن الحياة مزارع ... فازرع بها ما شئت تحصد
والناس لا يبقى سوى ... آثارهم والعين تفقد
أو ما سمعت بمن مضى ... هذا يذم وذاك يحمد
والمال إن أصلحته ... يصلح وإن أفسدت يفسد
والعلم ما وعت الصدو ... ر وليس ما في الكتب يخلد

بوركت وجزاك الله خيرا

شكرا يا زكي جلال